أيقنت أنني أنا الوطن الذي أعود إليه حين تضيق بي الحياة، أنا الحضن الذي يحتويني عندما تعصف بي رياح الوجع. حين أسقط، أمد يدي لروحي، أرفعها برفق كأنني أمسك زهرة أرهقها المطر. وحين أُرهق، أجمع شتاتي، أرتب نفسي كلوحة أعادت ألوانها الحياة، وحين أبكي، أحتضن دموعي كطفل أواسيه بحنان، وأهمس لنفسي: لا بأس، أنتِ هنا من أجلي.
الحياة علّمتني أن السعادة ليست وعدًا يحمله الآخرون، بل نبضٌ يسري في أعماقي، نورٌ أضيئه كلما أظلمت الطرقات. ليس صحيحًا أن الجمال لا يُرى إلا في عيون الناس، فهناك جمال خفي في أن تكون أنتَ الضوء لذاتك، أن تكون الأمان الذي يحتضن خوفك، أن تكون الصوت الذي يهدّئ عاصفة أفكارك.
نعم، قالوا إن "الجنة لا تُداس بدون ناس"، لكنني أقول إن الطريق إلى الجنة يبدأ من حب النفس، من الاعتراف بأنك كافٍ، بأنك قوة مستقلة. الحياة ليست انتظارًا ليد تمسك يدك، بل هي أن تمسك بيدك أنت، أن تكون بطل روايتك، أن تقف على حافة الألم وتبتسم قائلًا: أنا هنا، وسأكمل الطريق.